توجد للعظام في أجسامنا عدة وظائف فإنها تُكّون إطارًا يدعم ويحمي الأعضاء الداخلية، مثل: عظام الجمجمة لحماية الأنسجة اللينة في الدماغ، والقفص الصدري يحمي الرئتين.
يتم بواسطة العضلات تحريك العظام، ويعمل النخاع العظمي (Bone marrow) على إنتاج خلايا الدم الموجودة في أجسامنا، ويُطلق على النمو السرطاني الذي ينشأ في نسيج العظام النامية سرطان العظام الأولي (Primary bone cancer)، تظهر مثل هذه الأورام في الغالب في عظام اليدين والقدمين، لكنها يُمكن أن تحدث في أي نوع من العظام في الجسم.
إن سرطان العظام عند الأطفال نادر، ولكن عند الناشئين والبالغين في طور الشباب هو الثالث في انتشاره من بعد ابيضاض الدم (Leukemia)، والأورام اللمفاوية (Lymphoma).
المحتويات:
أنواع سرطان العظام الأولي
سرطان العظام الأولي غالبًا يُسمى بساركوما (Sarcoma)، وهناك عدة أنواع مختلفة من الساركوما، وكل واحدة تُميز طبقة عظام مختلفة، أما الأكثر شيوعًا فهي الساركوما العظمية (Osteosarcoma)، وساركوما إيوينغ (Ewing)، والساركوما الغضروفية (Chondrosarcoma).
1. الساركوما العظمية
الساركوما العظمية أو يُطلق عليها أيضًا ساركوما عظمية المنشأ هي ورم خبيث في العظم مصدره في الخلايا المنتجة للعظم، ويتميز بتشكيل مادة تُسمى أوستيويد (Aostauaid) وهي المرحلة الأولى من تكوين العظام.
إن حوالي 60% من أورام العظام الأولية هي من نوع الساركوما العظمية.
يظهر هذا الورم لدى الناشئين لا سيما في مناطق النمو السريع في عظم الكتف، والركبة، والفخذ، كما أن أفضل فرص الشفاء في الأورام الموجودة بالأطراف.
تُعَرَّفُ الساركوما العظمية بحسب نوع الخلية السائد المسؤولة عن عملية التورم، مثل: الخلية البانية للعظم (Osteoplast)، والخلية بانية الغضروف (Chondroplast)، والخلية الليفية (Fibroplast)، وتلك المتعلقة بالشُّعَيْرات المتوسِّعة (Telangiectatic) التي تشمل الفراغات الممتلئة بالدم في حالات الورم.
هناك حالات متعددة المواضع التي لا تستجيب للعلاج بأي شكل من الأشكال، وهناك حالات وَرَمِيَّة أفضل التي لا يُسبب فيها الورم أي ضرر لتجويف العظام وإنما للعظم نفسه.
يبدو المظهر النموذجي للتورم على شكل أوجاع وتورم موضعي بدون ظهور الحمى، وقد يبقى المريض على هذا الحال لمدة تزيد عن نصف سنة.
2. الساركوما إيوينغ
لقد وُصفت ساركوما إيوينغ لأول مرة بواسطة جيمس إيوينغ في عام 1921 كورم عظمي يتميز بخلايا دائرية زرقاء حساسة للأشعة.
إن هذا هو نوع الورم الأكثر شيوعًا بين الأورام الخبيثة في العظام لدى الأطفال والناشئين، ويتم في كل عام تشخيص أربع حالات جديدة لكل مليون طفل دون سن 15.
إن المرض في العظم أو الأنسجة اللينة هو أكثر شيوعًا لدى الأولاد منه لدى البنات، ويتم تشخيص معظم الحالات في الأطراف بنسبة 53%، والفخذ بنسبة 25%، والحوض بنسبة 20%، والعمود الفقري والأضلاع بنسبة 13%.
يُصاب المرضى في 3% من الحالات بالشلل نتيجة لضغط الورم على النخاع الشوكي، وستظهر لدى 28% من المرضى حمى شبيهة بالحمى الناجمة عن تلوث العظام، و26% من المرضى يتم تشخيص نقائل عندهم في التشخيص، وإن المواقع الأكثر شيوعًا للنقائل هي الرئة، والعظام، والنخاع العظمي.
تعتمد احتمالات الشفاء بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يُعانون من ساركوما إيوينغ على حجم الورم وموقعه، ومرحلة المرض ووجود النقائل.
تصل نسبة البقاء على قيد الحياة، وعدم الشعور بالمرض لمدة خمس سنوات بالنسبة للمرضى الذين لا توجد لديهم نقائل تصل إلى 70%.
3. الساركوما الغضروفية
إن الساركوما الغُضْروفية هي الأكثر شيوعًا من بين الأورام الخبيثة في جدار الصدر، وتكون نسبة حدوث هذا النوع من الساركوما أكبر لدى الرجال في العقد الثالث أو الرابع من حياتهم، وعادةً يتركز الورم في القفص الصدري الأمامي، وقد يُسبب الألم، ولكنه لا يُسبب كسر الضلع.
أعراض سرطان العظام
تختلف الأعراض باختلاف نوع السرطان كما في الآتي:
1. أعراض الساركوما العظمية
من أبرز الأعراض التي قد تُواجه المريض ما يأتي:
- انتفاخ حول العظام.
- ألم في منطقة العظام والعضلات.
- إصابة العظام لأسباب غير معروفة.
2. أعراض ساركوما إيوينغ
من أبرز الأعراض التي تُواجه مريض ساركوما إيوينغ:
- ألم وانتفاخ مكان المنطقة المصابة.
- آلام في العظام.
- تعب غير متوقع.
- حمى دون سبب يُذكر.
- انخفاض الوزن دون السعي نحو ذلك.
3. أعراض الساركوما الغضروفية
يتفاقم مرض الساركوما الغضروفية ببطء لذلك قد لا تظهر على المريض أي أعراض في البداية، ولكن مع تفاقم المرض تظهر الأعراض الآتية:
- زياة الألم.
- نمو كتلة أو انتفاخ المنطقة.
- مشاكل في السيطرة على الأمعاء والمثانة في حال وصول السرطان إلى النخاع الشوكي.
أسباب وعوامل خطر سرطان العظام
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان العظام وهي كالآتي:
1. أسباب سرطان العظام
بالرغم من مختلف أنواع سرطان العظام إلا أن مسبب المرض غير معروف، وغالبًا يحدث ذلك بسبب وجود تغيّر في المادة الوراثية مما يُؤدي إلى تضاعف خلايا العظام دون الحاجة إلى ذلك مما يُسبب نمو الورم.
2. عوامل الخطر
تختلف عوامل الخطر باختلاف نوع السرطان كالآتي:
1. عوامل تزيد من خطر الإصابة بالساركوما العظمية
لقد لوحظ انتشار الساركوما العظمية عند المرضى الذين يُعانون من الآتي:
- ورم أرومي شبكيّ (Retinoblastoma).
- أجزاء من الجسم التي تعرَّضت للعلاج بالأشعة.
- المرضى الذين تجاوزت أعمارهم الأربعين.
- الأشخاص الذين يُعانون من داءِ باجِيت (Paget’s disease).
2. عوامل تزيد خطر الإصابة بساركوما إيوينغ
من أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة بساركوما إيوينغ:
- الأطفال والمراهقين.
- الأشخاص الأوروبيون.
3. عوامل تزيد خطر الإصابة بالساركوما الغضروفية
من أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالساركوما الغضروفية:
- التقدم في السن.
- وجود أمراض عظام أخرى، مثل: متلازمة مافوتشي (Maffucci’s syndrome).
مضاعفات سرطان العظام
من مضاعفات سرطان العظام ما يأتي:
- انتشار السرطان في مناطق مختلفة من الجسم، ومن أهمها: الرئة، والعظام السليمة.
- الحاجة لاستئصال العضو المصاب في بعض الأحيان وتركيب أعضاء صناعية تحتاج وقت للاعتياد عليها.
- الأعراض الجانبية طويلة المدى للأدوية المستخدمة.
تشخيص سرطان العظام
يتم تشخيص سرطان العظام بمختلف أنواعها بالاعتماد على الأعراض التي تُواجه المريض، ثم يتم إجراء الفحوصات الآتية:
1. الفحوصات التصويرية
يتم في البداية إجراء فحوصات تصويرية لتفسير الأعراض التي تُواجه المريض، ومن أبرز هذه الفحوصات ما يأتي:
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- تصوير العظام.
2. أخذ خزعة
يقوم الطبيب بأخذ خزعة من المنطقة المصابة وتحليلها، حيث تُساعد الخزعة على معرفة نوع السرطان ودرجته.
علاج سرطان العظام
في الآتي أبرز الطرق العلاجية لسرطان العظام:
-
علاج الساركوما العظمية
يُحَسِّنُ إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة (Neoadjuvant) من القدرة على المحافظة على الأطراف دون تعريض المريض للخطر.
يعتمد العلاج الكيميائي على ثلاثة أدوية من أصل الأربعة أدوية الآتية:
- الميثوتريكسات (Methotrexate – MTX).
- دوكسورباسين (Doxorubicin).
- السيسبلاتين (Cisplatin).
- إيفوسفوميد (Ifosfomide).
يُعطى الدواء الرابع في الحالات التي تكون فيها الآثار الجانبية شديدة، أو عدم الاستجابة للعلاجات الأخرى، ويُعتبر استئصال الورم وإدخال جسم اصطناعي في مكان العظم أكثر قبولًا اليوم من البتر الذي كان منتشرًا في الماضي.
إن نسبة 60% – 80% من المرضى دون وجود النقائل أثناء التشخيص يشفون من دون وجود أدلة على عودة المرض طوال خمس سنوات مقبلة، ومع ذلك فإن معدل الشفاء من الورم مع النقائل هو 20% فقط.
يُمكن لدى المرضى المصابين بالأورام المستقرة إعطاء علاج موجه عن طريق الأشعة بالإضافة لإعطاء أدوية أخرى، مثل:
- جيمسيتابين (Gemcitabine).
- إيتوبوسيد (Etoposide).
- كاربوبلاتين (Carboplatin).
-
علاج ساركوما إيوينغ
يعتمد علاج سرطان العظام الموضعي على نسبة عالية من الإشعاع بنسبة 45 – 65 وحدة إشعاع، أو الاستئصال، وهذا يرتبط بالقدرة على إجراء الجراحة وعلى النتائج الوظيفية ومخاطر الأورام الثانوية الناجمة عن الأشعة.
يتم العلاج بالأشعة للأورام الموجودة بالحوض والعمود الفقري، وعند وجود بقايا للورم المستأصل تتم جراحة الأورام في الأطراف مع الحفاظ على الطرف.
يتضمن العلاج المتعارف عليه حاليًّا إعطاء العلاج الكيميائي عن طريق الوريد لتقليل الورم قبل الاستئصال أو الأشعة، ويشمل العلاج الكيميائي خمسة أدوية:
- فينكريستين (Vincristine).
- دوكسوروبيسين (Doxorubicin).
- سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
- إيفوسفاميد (Ifosfamide) بالتناوب مع إيتوبوسيد (Etoposide).
-
علاج الساركوما الغضروفية
يتم استئصال الورم مع الأنسجة السليمة (Cutting away the cancer and some healthy tissue around it) بقدر أربعة سنتيمترات من الأنسجة السليمة، في هذه الجراحة الواسعة تقلل بشكل ملحوظ، من نسبة احتمال عودة الورم ونسبة ظهور النقائل، لكن نتيجة للجراحة الواسعة، غالبًا ما يتطلب إعادة بناء جدار الصدر أثناء الجراحة.
في بعض الحالات يتم اللجوء للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
الوقاية من سرطان العظام
لغاية الآن لا توجد طريقة للوقاية من سرطان العظام ولكن يُساعد التشخيص المبكر على الوقاية من المضاعفات.