شاهد: كيف تُغير اليابان مفهوم المدن الذكية لمستقبل أكثر صداقة للبيئة
في أول حلقة من برنامج “ساي تيك” لعام 2021،سنكتشف مدينتين نموذجيتين في اليابان تستخدمان التكنولوجيا الرقمية
والبيانات الضخمة لتصبحا أكثر المدن استدامة واحتراما للبيئة وتوفر لقاطينها ظروفا معيشية أفضل على المدى الطويل.
يعيش أكثر من نصف سكان العالم في مناطق حضرية بما يعادل 55 بالمائة، ولكن النسبة في اليابان تبلغ نسبة سكان المناطق الحضرية 92 بالمائة.
و يخلق هذا تحديات لليابان من من حيث الاستدامة، حيث تعمل على إنشاء أنواع جديدة من المدن.
وليس بالضرورة أن تكون المدن كبيرة لتكون مدنا ذكية فحتى المدن الصغرى تستخدم التقنيات الرائدة مثل إنترنت الأشياء والإقتصاد التشاركي لتكون أكثر استدامة وصديقة للبيئة.
مدينة فوجيساوا “الخضراء”
في مدينة فوجيساوا الذكية، تم بناء تجمع سكني على أنقاض مصنع باناسونيك قديم، ويضم حوالي 2000 شخص.
في هذه المدينة الصغيرة كل منزل مجهز بألواح شمسية و أنظمة مراقبة ذكية للاستهلاك ما يتيح للمقيمين تتبع استهلاكهم للطاقة
ومن خلال تقليل مستويات ثاني أكسيد الكربون يمكن للسكان الفوز بمكافآت نظير لأعمال الصديقة للبيئة
التي يقومون بها كما يتم تشجيعهم على ركوب الدراجات ومشاركة المركبات الكهربائية.
وعكس مشاريع المدن الذكية الأخرى التي تركز على التكنولوجيا، كان السكان هنا هم الاعتبار الأول لدى أصحاب المشروع.
ووضع المخططون رؤية مدتها 100 عام درسوا من خلالها كل جوانب الحياة من الطاقة إلى الأمن والتنقل والصحة، وحتى حالات الطوارئ.
ويقول مدير قسم الأعمال في باناسونيك كوربوريشن أركاوا تاكيشي “بخصوص الاستدامة،
قمنا بتحسين الأهداف البيئية وأهداف الطاقة. وهي مرتبطة بالحد من ثاني أكسيد الكربون، وتوفير المياه،
واستخدام الطاقة المتجددة، والأهم من ذلك ، خطة التعافي في حالة وقوع كارثة طبيعية.
ويضيف ” لذلك حرصنا على أن تكون المدينة مستقلة في الكهرباء والطعام لمدة 3 أيام”.
وعملت 18 مؤسسة معا على تسليم المشروع، ومع تزايد الحاجة إلى حياة صحية ومزدهرة في العالم، ولا سيما في الصين ،
تحظى مدينة فوجيساوا الذكية والمستدامة بالإشادة وأصبحت دراسة حالة رائدة في اليابان.
واعتمد مشروع مدينة ييشينغ الذكية، شرق الصين على نفس مبادئ مدينة فوجيساوا
ولقى المشروع إقبالا كبيرا حيث تم بيع جميع المنازل المعروضة في المرحلة الأولى من المشروع على الفور.
مدينة كَاشِيوا نُوها الذكية
انتقلت يورونيوز إلى مدينة بيئية أخرى اسمها كاشيوا نو ها، وتملك هذه المدينة منشأة تحتوى على شبكة ذكية بها أحد أكبر أنظمة تخزين الليثيوم في اليابان،
بالإضافة إلى المولدات التي تعمل بالطاقة الشمسية و مولدات تعمل بالغاز في حالات الطوارئ.
وتحت إشراف المركز الذكي في المدينة، يمكن للشبكة الاستجابة فوريا لنقص الطاقة
وتكون مستقلة لمدة ثلاثة أيام وتم تصميم نظام فريد لإدارة الطاقة بعد أن تعرضت المدينة لانقطاع التيار الكهربائي نتيجة زلزال في مارس 2011.
وساعد هذا النظام في تقليل ذروة استهلاك الطاقة بأكثر من الربع.
ويقول الأستاذ ونائب عميد المدرسة العلوم المتقدمة في جامعة طوكيو ديغوشي أتسوشي “حاليا،
تبني اليابان مدنا ذكية بناءً على مفهوم أطلقته الحكومة يسمى “مجتمع 5.0″ وفكرته الأساسية هي مدن ذكية تتمحور حول الناس أو حول الإنسان”.
ويضيف ” كاشيوا نو ها” لا تقدم فقط أحدث التقنيات بل تحرص على تمكن السكان من إتقان هذه التقنيات لبناء مكان يشعر فيه الجميع بالسعادة”.
يوجد بالمدينة مركز التصميم الحضري هو المكان الذي يمكن فيه للسكان التعرف على مدينتهم الذكية والارتباط بها كمجتمع.
كما يضم المركز أيضًا حاضنة للشراكات بين المنتفعين من المشروع من العامة والخواص والأكاديميين.
ويعد التعاون المكون الرئيسي لنجاح المجتمعات الذكية في المستقبل بالنسبة للبيان وهو ما تحاول العمل عليه من خلال هذه المدن.