المحتويات:
كيف مات النمرود
النمرود هو ” النمرود بن كنعان ” من أحفاد سيدنا نوح عليه السلام، وهو ملك من الملوك العظيمة، التي ملكت وحكمت الدنيا وما عليها، وتميز عصره بالرقي والإزدهار.
فأمتلك جيش كبير ضخم، تخشاه جميع الجيوش الأخرى، التي كانت في عصره.
ورغم ذلك تُعتبر قصة الملك النمرود عِبرة وعِظة، حيث تُظهر لنا نهاية قصته أن لكل ملك جبار نهاية، تعرف من خلال هذا المقال على قصته و كيف مات النمرود .
من هو النمرود
كان حاكماً لبلاد ما بين النهرين المعروفة بأسم ” بلاد بابل” بالعراق، التي تُعد من الحضارات التاريخية العظيمةوي. ويُعد النمرود أول جبار باطش في الأرض،
حيث ذُكر في التوراة لأول مرة، إنه أول شخصية تاريخية جبارة تحدت الله و أدعت الألوهية.
فالنمرود كان ملكا جباراً، وهو أول ملك قام بوضع تاج على رأسه، وأمتد حكمه إلى 400 عام من البطش والتجبر والطُغيان.
وكان النمرود متمرداً ومتعطشاً للقتال، فتعلم السحر من إبليس ذاته، بعد أن قام بالسجود له متحديا الله، مقابل تعليم إبليس له السحر وإمتلاك السلطة والقوة الخالدة.
فيُعد النمرود أول من تعلم السحر، فتمتع النمرود بحكم الدنيا وإمتلاك السلطة والجاه والقوة، وتميزت إمبراطوريته بالرخاء، حيث قام النمرود ببناء “برج بابل العظيم” الذي يُعد من عجائب الدنيا السبع.
وقبل أن تتعرف كيف مات النمرود ، نستعرض معك قصته مع سيدنا إبراهيم عليه السلام.
النمرود وسيدنا ابراهيم
كان سيدنا إبراهيم منذ شبابه وهو دائم التأمل، وغير راضِِ عما كان يعبده قومه،
فكان يحثهم على ترك عبادة النمرود، و أن يعبدوا الله عز وجل. وقد قاكم النمرود ببناء صنماً له ليقوم الناس بالتعبد له، ولكن قومه كانوا يسخرون منه.
وفي يوم غاب قومه وذهبوا خارج المدينة، قام إبراهيم بتحطيم جميع الأصنام إلا كبيرهم، وترك عليه الفأس، وعندما عاد قومه ووجدوا أصنامهم المُحطمة أدركوا أن إبراهيم هو من قام بذلك.
فسألوه ولكنه قال أن الصنم الأكبر هو من فعل ذلك فاسألوه إن كان يسمع أو ينطق. فأنزعج قومه منه وأنزعج النمرود وأمر بإعداد نار كبيرة، ليحرقوا بها إبراهيم، نظير ما فعل بأصنامهم.
لكن الله أمر النار أن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم، فلم تحرق إبراهيم. وذلك أغضب النمرود، وطلب مساعدة إبليس، لأن تلك الواقعة جعلت قومه يبدأون في عبادة رب إبراهيم وترك عبادة النمرود.
فلم يستطع إبليس مساعدته في ذلك، فقام النمرود بمجادلة سيدنا إبراهيم في أمر ربه على هذا النحو …..
النمرود : قل لي ما الذي يفعله ربك هذا غير ما أفعله ؟
إبراهيم : ربي يحيي ويميت
النمرود : أنا أيضا أحيي و أميت
وأمر النمرود حراسه، بجلب إثنان ممن محكوم عليهم بالإعدام، و عفا عن أحدهما، و قام بقتل الآخر، وقال بذلك أنا أحيي و أميت!
إبراهيم : إذا كنت حقاً تُحيي وتمييت فأحيي الذي قتلته.
النمرود : رد غاضباً قل لي ما الذي يفعله ربك غير هذا ؟
إبراهيم : قال ربي يأتي بالشمس من المشرق، فأتي بها من المغرب. وهذا لن تقدر عليه أبداً لأن هذا من صفة الإله فقط وأنت لست إلهاً.
كيف مات النمرود
وهنا غضب النمرود من حليفه إبليس، الذي عجز عن مساعدته، وأعلن عصيانه له وتمرده عليه. فأراد الله له الهداية وأرسل له ملكاً يدعوه لعبادة الله ولكن النمرود تكبر ورفض.
فبعث الله له ملكاً ثانياً ولكن النمرود رفض أيضاً. فبعث الله له ملكاً ثالثاً فأصر النمرود على رفضه لثالث مرة.
فرد الملك للنمرود قائلاً أجمع جموعك في غضون ثلاثة أيام، فقام النمرود في الصباح بجمع وحشد جيشه الجبار، وبعث الله لهم جيشاً وحشداً من البعوض الذي تناول لحومهم و أبادتهم جميعاً إلا النمرود،
أراد الله عز وجل أن يجعل من موتة آية وعِبرة لمن يعتبر.
حيث أرسل الله عز وجل للنمرود الجبار بعوضة، دخلت إلى أنفه ثم تسللت إلى دماغه، و إستقرت بها لمدة حوالي 400 عام من العذاب والهوان والذل. وهي نفس المدة التي حكمها النمرود الجبار،
فكان هو عذابه في الدنيا هذه البعوضة التي جعلته، لا يهدأ إلا بالضرب على دماغه بالمطارق والنِعال الحديدية طوال هذه المدة، إلى أن جَن جنونه و هلك ومات من كثرة الضرب!